لحظة من فضلكـ ..

بسم الله الرحمن الرحيم

لحظة من فضلك ..

قف أرجوك .. اسمع آخر كلماتي ..
اليوم عزيزي ..
قررت فقط التخلي عن كبريائي .. وأنفتي ..
اليوم فقط ..
قررت البوح بأسراري المعجونة بك ولأجلك ..
اليوم فقط ..
قررت أن أنزف أمامك ..
اليوم فقط ..
قررت البكاء أمامك ..
اليوم فقط لأول مرة .. وآخر مرة سأضعف أمامك ..

لحظة من فضلك ..
دعني ألخص لك أحزان لحظات سنييين ..
لحظة بلحظة ..

فاسمعني ولعلها ..

آخر مرة ..

::
:

سيدي العزيز ..
قبل موعد الرحيل ..
لم آتيك لأترجاك ألا ترحل ..
بل جئتك نازفة ميتة ..
وليس لي رجاوي أو أماني ..

ولكن ..

هو سؤال ..

هل حقا قررت الرحيل ؟؟
عزيزي ..
قبل أن يحين موعد الرحيل خذ عني ..
كلمات ..
وآهات ..
وصرخات أنين ..
لا .. لم أتنازل عن شمس غروري لتشفق الآن ..
أرجوك لا ..
فقط دعني أقول ما لدي دون شفقة منك ..
فلازالت هالات العجرفة والكبرياء تحيط بي ..
وتظلم دنياي ..
فقط دعني لأخبرك وأمضي ..

:::
::
:

في لحظات ..
كنت معك ..
كنت أحبك ..
وما كنت إلا لأجلك ..

في لحظات ..
كنت نبضك ..
روحك ..
كلك ..

في لحظات ..
كنا واحد ..
جزء لا يتجزأ ..
كنت تحبني ..
وكنت أحبك ..

لطالما ثرثرنا فيما يفيد وفيما لا يفيد ..
لطالما ضحكنا من آلامنا وأحيانا من أفراحنا ..

كنت تعشقني ..
وكنت أعشقك ..

رغم كل هذا ..
كنت تشك في حبي لك ..
وكنت أسمعك غير مجادلة في كل كلمة تقولها ..
لم تكن عدم مبالاة .. لا
بل كان نزيف صامت ..
وكنت أعذرك ..

عزيزي ..

كنت على قدر ما تحبني .. تكره صفاتي اللامبالية..
والمتعجرفة المتهورة الحمقاء ..
كنت أحيانا حين لا أجيبك ..
تظن بأني انشغلت بغيرك ..
رغم أني كنت منشغلة بروعة كلماتك وهمساتك ..

يا إلهي ..
لطالما كنت غبي لا تستوعب صمتي ..
وبرودة أعصابي ..
كنت تغضب وتثور ..
ولا تعلم بأني كنت أتعمد كل هذا ..
فقط ..
لرؤية اكتراثك بي ..
وسؤالك عني ..

دعني اعترف لك ..
ربما كنت حمقاء مجنونة بالعظمة والكبرياء معك ..
ربما كنت ألومك على كل فعل وكل كلمة تقولها وتتفوه بها ..
ولكني ..
كنت أعاتبك بشدة لأوصلك لدرجات الكمال التي أريدك عليها ..

أتعلم ..

لن أقول لك بأني لن أحب بعدك ..
ثالثا ورابعا وخامسا ولربما سادسا ..
لا تستغرب ..
وتذكر بأنك كنت الثاني في حياتي ..
وأن قبلك كان رجلا ..
رجلا ..
يشبهك ..
ولكن ..
ما يغيرك عنه أن غضبه كان صامت ..
حتى هو ..
رجل قليل الكلام ..
أما أنت فكان غضبك ثائر هائج ..

كان هو هادئ أكثر منك ..
لا ..
لم يشبهك يوما ..
بل كان يشبهني بكل خصلة فيني ..
بكل كلمة ..
بكل فعل وردة فعل ..
إحساسه ..
لمسته ..
نظرته ..
مشيته ..

حتى أنه حين أحب غيري ..
لم يعرف كيف يبوح بحبه وعجز حينها ..
كعجزي عن البوح له ..

:::
::
:

حتى في وداعنا أحاول إثارة غيرتك ..
فهل مازلت للآن أحبك ؟؟
دعنا من هذا ..
فهو شيء لم يعد يهمني ..
كما أنه لم يعد يهمك ..

بدأ العد التنازلي ..
لموعد سفرك ..
أطلت عليك ..

ولكنك ستسمعني ..
رغما عنك ستسمعني ..

فاسمع آخر كلماتي ..

:::
::
:

إن عشت حياة أخرى ..
وستنسى ..
وأعلم أنك ستنساني ..
اختر امرأة تعرف كيف تعبر عن مشاعرها في أول اللقاء ..
وليس في آخر لحظات الوداع ..
اختر امرأة ..
تقدر أن تراها وتراك ..
امرأة حياتها الماضية لا تمنعها من إكمال مستقبلها ..
امرأة تعرف كيف تقدرك قبل أن تقدرها ..
امرأة أنت الأول في حياتها ..
تحبك قبل أن تحبها ..
امرأة تطلبك حبيبا وزوجا ..
وليس حبيبا وتكتفي بصداقتك ..
امرأة تعيش معها لحظات الحب برومانسية ساخنة تديرها معك ..
امرأة ..
امرأة ..
امرأة ..

وحانت لحظة الوداع ..

أخيرا ..
سامحني أرجوك سيدي ..